تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

آلاف المستوطنين يقتحمون البلدة القديمة ويدنسون الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل ويعتدون على السكان الفلسطينيين

بحجة الاحتفال بما يسمى "سبت سارة" _ 19/11/2022 _ نظم المستوطنون اليهود في مستوطنة كريات اربع وبقية البؤر الاستيطانية في الخليل مهرجاناً ضخماً ، حيث استقطبوا أعداداً كبيرة من المستوطنين من مختلف المستوطنات والمستعمرات في الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل ، بلغت أعدادهم نحو 50 ألف مستوطن، وجندوهم لاقتحام البلدة القديمة بكل حاراتها وشوارعها ومعالمها وخاصة الحرم الإبراهيمي الشريف  .

      وقد باشر المستوطنون قبل اسبوعٍ من الاقتحام الهمجي للبلدة القديمة بنصب الخيام والبركسات  ونشر الكونتينرات حول الحرم الإبراهيمي وفي كل ساحات وشوارع البلدة القديمة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال وإعدادها لاستقبال الآلاف من المستوطنين، كما وأقدموا بالتعدي على أراضي المواطنين في تل الرميدة بشق طريق للوصول إلى الأماكن الأثرية التي حولها الاحتلال إلى معلم سياحي يهدف من خلاله إلى السيطرة على المكان .

       بدأ المستوطنون  بالوصول إلى مستوطنة كريات أربع ومن ثم اقتحام البلدة القديمة مساء يوم الجمعة الموافق 18/11/2022 سيراً على  الأقدام ترافقهم أعداد كبيرة من أفراد الشرطة  وجنود الاحتلال ، وقد زادت حدة الاقتحام يوم السبت 19/11 بوصول الألاف  من المستوطنين للحرم الإبراهيمي الشريف بقيادة المتطرف ايتمار بن غفير وهو زعيم الحزب السياسي المتطرف "قوة يهودية" الذي كان قد  وعد المستوطنين في حملته الانتخابية الأخيرة بتحقيق حلمهم بإقامة مدينة حبرون .

       وفي هجمة مسعورة ؛ اقتحم المستوطنون المناطق الأخرى من البلدة القديمة والتي تقع خارج منطقة السيطرة الأمنية لجيش الاحتلال وصولاً إلى مناطق شارع الشلالة القديم والجديد ومنطقة باب الزاوية ، فهاجموا بالحجارة والزجاجات الفارغة المواطنين الفلسطينيين والمحلات التجارية ، والتي أجبر جيش الاحتلال أصحابها على إغلاقها .

      كما هاجموا بالعصيّ والحجارة السكان وممتلكاتهم من بيوت ومحلات تجارية وسيارات في تل الرميدة  ووادي الحصين والراس وحارة جابر ووادي الغروس مما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين وتحطيم زجاج عدد من السيارات ، كما أقدم جنود الاحتلال على اعتقال العديد من المواطنين والتنكيل بهم واقتحام البيوت والقيام بعمليات تفتيش واحتجاز لسكانها ، خلفت اثار نفسية وخوف ورعب لدى الأطفال .

       ومنذ عدة سنوات  يعمد المستوطنون على حشد  الآلاف من المناصرين لهم من مختلف المستوطنات الجاثمة على الأراضي الفلسطينية ومن داخل دولة الاحتلال وجلبهم إلى الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة مستغلين مناسبات توراتية استحدثوها واستحدثوا الاحتفال بها كالتي يسمونها  "سبت سارة" و"عيد المظلة " و "الأنوار" و"الفصح " وغيرها، بهدف جعل هذه المناسبات والاحتفالات والطقوس التي يقيمونها والرموز التي يتركوها عادة وتقليد سنوي ذو أثر ،  يصعب تغييره مستقبلا ًويصبح مرتبطٌ ارتباطاً عقائدياً بالحرم الإبراهيمي الشريف  .

      هذه الاحتفالات وما يطرا عليها من تطوير إنما تقام على حساب الوجود السكاني الفلسطيني وعلى حساب مشاعرهم الدينية وتاريخهم وهويتهم الثقافية، حيث تسع دولة الاحتلال ومستوطنوها إلى طمسها  بشتى السبل عبر مسح الذاكرة الجمعية للسكان وذلك بإحلال عادات وتقاليد سنوية وموسمية تضفي على المكان صبغة يهودية تظهر بجلاء يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام .

       ويعاني جميع السكان المحاصرين في هذه المنطقة التي يتم اقتحامها من البلدة القديمة  والممتدة من بوابة مستوطنة كريات أربع شرقاً وحتى قمة  تل الرميدة غرباً من الحصار الذي يفرض عليهم خلال تلك المناسبات الدينية المستحدثة وأثره السلبي على مختلف مناحي حياتهم  ، فيمنعون  من مغادرة بيوتهم أغلب ساعات يومهم وطيلة الليل كما يمنع التحرك بحرية في شوارع البلدة القديمة ، أو التنقل والتواصل عبر المحيط الجغرافي لها، نتيجة الإجراءات التعسفية التي يتخذها جيش الاحتلال والقيود التي يفرضها على البوابات الفاصلة والحواجز العسكرية المنتشرة داخل المنطقة ، هذا إضافة لمعاناة السكان من الهجمات التي يشنها المستوطنون أثناء جولاتهم في الأزقة  والشوارع وحارات البلدة القديمة ومهاجمتهم لهم ولممتلكاتهم .

     وتهدف سلطات الاحتلال والحركات الاستيطانية التي تقود هذا الهجوم على البلدة القديمة وسكانها إلى  خلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام الشعور بالأمن والأمان لدى المواطنين الفلسطينيين سواء داخل بيوتهم أو في محلاتهم التجارية ومنشآتهم الحرفية  ودفعهم لترك المنطقة وهجرها والرحيل عنها .