تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الخليل على لائحة التراث العالمي

لقد جاء قرار لجنة التراث العالمي  التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بإدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة على لائحة التراث العالمي في السابع من تموز 2017 في مدينة كاراكوف البولندية  بمثابة تتويج  لسنوات من العمل الدءوب  على إعداد ملف التسجيل الخاص بالبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي.  وبدوافع إثبات هوية هذه البلدة التاريخية والتأكيد على عروبتها وإسلامية حرمها الإبراهيمي عملت كل من بلدية الخليل ولجنة اعمارها وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار على إعداد ملف التسجيل، وبذلت جهود عظيمة في صياغته ومراجعته وإخراجه بصورة تليق بأهمية هذه البلدة التاريخية وتراثها المعماري الفريد.

تكمن أهمية هذا التسجيل في كونه يضمن حماية هذه البلدة التاريخية وما تحمله من قيم تراثية وإنسانية عالية، والتي طالما كانت على سلم الأولويات الوطنية، فقد بذلت لجنة اعمار الخليل جهودا استثنائية في تأهيل البلدة القديمة وإشغالها بالسكان من اجل حمايتها من أطماع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى الاستيلاء عليها وتهويدها وطمس معالمها الإسلامية، من خلال ممارساتها المتنوعة ، التي استهدفت المباني الأثرية والتاريخية ، فهدمت الكثير منها  وأقامت بؤرا استيطانية فككت أجزاء هامة من النسيج العمراني، وشوهت جماليته ونقائه.  وبموجب هذا القرار تصبح حماية هذا الموقع مسؤولية دولية، مما يعرض قوات الاحتلال إلى المساءلة القانونية في حال المساس بأي من القيم التراثية التي  تمتلكها البلدة القديمة.

وعلى صعيد آخر، ينظر إلى هذا التسجيل كفرصة لتشجيع السياحة في البلدة القديمة ، ويؤهلها لتلعب  دورا سياحيا يتناسب مع مقوماتها السياحية وما تمتلكه من معالم تاريخية ومعمارية، مما يؤدي إلى  تحسين وضعها الاقتصادي والنهوض به من الركود  الذي حل به  بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت القطاع الاقتصادي فأغلقت الشوارع والطرق المؤدية الى البلدة القديمة وأعاقت وصول المواطنين إلى أسواقها .

جاء ملف ترشيح الخليل للتسجيل على لائحة التراث العالمي على شكل وثيقة متكاملة، تألفت من سبعة فصول: اشتمل الفصل الأول على بيان حدود المنطقة المرشحة للتسجيل والتي تتمثل بالحرم الإبراهيمي والنسيج  العمراني المحيط به(منطقة المركز القديمة)، إضافة إلى تحديد منطقة ارتداد تتمثل بحدود الخطة الشاملة للبلدة القديمة. أما الفصل الثاني فقد تضمن وصفا للموقع من حيث النمط المعماري والحضري ومورفولوجيا الموقع والعوامل المؤثرة في تطوره، وتاريخ البلدة القديمة خلال الفترات التاريخية المختلفة. كما تم تخصيص جزءا كبيرا من هذا الفصل للحرم الإبراهيمي ،حيث تم الحديث عن تاريخه وعمارته وأهميته من الناحية الاجتماعية واستعراض القيم التاريخية والتراثية التي يتميز بها هذا المعلم التاريخي.  الفصل الثالث تحدث عن مبررات القيمة الاستثنائية العالية والمعايير التي بناء عليها اعتبرت الخليل موقعا ذو قيم استثنائية عالية، والمتمثلة بنسيجها العمراني الذي مازال محافظا على استمراريته منذ العصور المملوكية وحتى يومنا هذا، وبوجود الحرم الإبراهيمي كمعلم فريد بعمارته التي تفسر جزءا هاما من التاريخ الإنساني، كما كان لعملية الحفاظ على البلدة القديمة وإعادة الحياة إليها واستمرايتها للأجيال القادمة عاملا هاما في تقييم المحافظة على قيمتها الاستثنائية . وقد تحدث الفصل الرابع عن حالة الترميم والحفاظ والتي تقوم على مبدأ الترميم من اجل إعادة الحياة للبلدة القديمة ، حيث عرض كافة الانجازات التي تمت في هذا الإطار ، في حين استعرض الفصل الخامس قاعدة بيانات البلدة القديمة، واشتمل الفصل السادس على تصور لآلية التنفيذ والمراقبة لإدارة التراث الثقافي، وأخيرا اشتمل الفصل  السابع على عرض مجموعة من الوثائق والصور. هذا وقد أرفق بملف الترشيح كتاب الخطة الشاملة للحفاظ على البلدة القديمة من الخليل وإعادة إحيائها ،والدليل الإرشادي لأعمال الترميم.